مصطلح الأيديولوجيا مفهومه واهدافه
كتبه: موقع المعرفة
|
في هذا المقال سوف نسلط الضوء على مصطلح الأيديولوجيا، من حيث تعريف الأيديولوجيا وأهدافها، أيضا أنواع الأيديولوجيا وخصائصها فالأيديولوجيا في العصور القديمة، تختلف عن العصر الحديث، فالأيديولوجيا بالعربية: الأدلوجة، الفكروية، الفكرانية، العقيدة الفكرية؛ بالإنگليزية: Ideology)، |
|
عناصر الموضوع: ♦ ماذا يُقصد بالأيديولوجيا لغة؟ ♦ماذا يُقصد بالأيديولوجيا اصطلاحًا؟ ♦ الخصائص الأساسية للإيديولوجيا |
الايديولوجيا (باليونانية القديمة: ἰδέα إيديا، «فكرة»، وλόγος لوگوس، «علم، خطاب»؛ بالعربية: الأدلوجة، الفكروية،[1] الفكرانية،[2] العقيدة الفكرية؛ بالإنگليزية: Ideology) أو العقيدة السياسية او الفكرية (وليس الدينية ) هي كل مجموعة منظمة من الأفكار تشكل رؤية متماسكة comprehensive vision و طريقة لرؤية القضايا و الأمور التي تتعلق بالأمور اليومية أو تتعلق بمناحي فلسفية معينة سياسية بشكل خاص . أو قد تكون مجموعة من الأفكار تفرضها الطبقة المهيمنة من المجتمع على باقي أفراد المجتمع.
ماذا يُقصد بالأيديولوجيا اصطلاحًا؟
الأيديولوجيا تعني مجموعة من القيم، والأخلاق، والأهداف التي ينوى تحقيقها من الفرد أو الجماعة على المدى القريب والبعيد.[3] وتختلف الأيديولوجيا من عصر إلى عصر؛ فالأيديولوجيا في العصور القديمة، تختلف عن العصر الحديث، ولذلك فإن تعريف الأيديولوجيا في عصر من العصور هي "الأفق الذهني الذي كا يحد فكر إنسان ذلك العصر، ويمتلك كل فرد من الأفراد أيديولوجيا خاصة به، متأثرة بثقافته، ومجتمعه، وغيرها"[4].
• موضوعات قد تهمك:
وتعد الأيديولوجيا من مكونات الثقافة في كل مجتمع، لكنها لا تستغرق الثقافة كلها، ومن هنا يأتي ارتباطها في المجتمع بأكمله، وهذا ما ذهب إليه "ماركس" عندما عرّف الأيديولوجيا بأنها: "النتاج الفكري للطبقة الاجتماعية المسيطرة، فالأيديولوجيا يمكن أن تشير إلى الفلسفة الاجتماعية الموجهة لجماعة معينة الموجهة لجماعة معينة داخل المجتمع أو لطبقة أو حزب سياسي..." وغيرها[5].
ويظهر ممّا سبق أن الأيديولوجيا تعد لفظة إشكالية، وهذا يجعل لها تعريفات، ومفاهيم متعددة منها:
أن الأيديولوجيا تعد قناعًا، وتشكل وعيًا زائفًا ؛ فهي "مجموعة القيم والأفكار التي تتبناها جماعة ما، فتؤثر في فكرها وتجعلها ترى الأشياء تبعًا لمنطقها هي لا منطق الأشياء؛ فهي معرفة وهميّة، غرضها إنجاز فعل اجتماعي يحقق مصلحة تلك الأفكار والقيم."، وقد تشكل مفهومًا آخر إذا ربطت بالرؤية الكونية فتكون "أقرب إلى الفلسفة من حيث كونها تتخذ أحكامًا مطلقة شاملة تعالج الفرد والكون والمجتمع."[6]
• موضوعات قد تهمك:
الإيديولوجيا هي علم الأفكار وأصبحت تطلق الآن على علم الاجتماع السياسي تحديدا ومفهوم الإيديولوجيا مفهوم متعدد الاستخدامات والتعريفات؛ فمثلا يعرفه قاموس علم الاجتماع بمفهوم محايد باعتباره نسقا من المعتقدات والمفاهيم (واقعية وعيارية) يسعى إلى تفسير ظواهر اجتماعية معقدة من خلال منطق يوجه ويبسط الاختيارات السياسية / الاجتماعية للأفراد والجماعات وهي من منظار آخر نظام الأفكار المتداخلة كالمعتقدات والأساطير التي تؤمن بها جماعة معينة أو مجتمع ما وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية وتبررها في نفس الوقت.
والإيديولوجيا هي منظومة من الأفكار المرتبطة اجتماعيا بمجموعة اقتصادية أو سياسية أو عرقية أو غيرها، منظومة تعبر عن المصالح الواعية -بهذا المقدار أو ذاك- لهذه المجموعة، على شكل نزعة مضادة للتاريخ، ومقاومة للتغير، ومفككة للبنيات الكلية. إن الإيديولوجيا تشكل إذن التبلور النظري لشكل من أشكال الوعي الزائف.
في حين يعرف البعض الإيديولوجيا كقناع أو كتعارض مع العلمية أو حتى كرؤية للكون والقاسم المشترك بين هذه التعريفات أنها تطرح علاقة مركبة بين الواقع والإيديولوجيا فهي تعكسه وتحاول تسويغه أيضا والواقع ليس مجرد واقع مادي بل واقع اجتماعي نفسي روحي وهو واقع إلى جانب تطلعات وآمال.
إن الإيديولوجيا تقوم بدور الوسيط لأنها نسق رمزي يستخدم كنموذج لأصناف أخرى: اجتماعية ونفسية ورمزية وهي قد تشوه الواقع أو تخطئه لكنه تشويه يعكس حقائق معينة ويطمس أخرى لتوصيل رسالة معينة للمؤمنين بها.
فقدرة الإيديولوجيا تكمن في قدرتها على الإحاطة بالحقائق الاجتماعية وصياغتها صياغة جديدة؛ فهي لا تستبعد عناصر معينة من الواقع بقدر ما تسعى لتقييم نسق يضم عناصر نفسية واجتماعية ودينية.إلخ، مماثل للواقع الذي تدعو إليه الإيديولوجية.
إن السؤال الذي تثيره الإيديولوجيا هو مدى فعاليتها في رسم صورة للواقع الاجتماعي وتقديم خريطة له وأن تكون محورا لخلق الوعي الجمعي.
واستخدام مفهوم الإيديولوجية كأداة تحليلية يتطلب تعدد مستويات البحث بوصف منطقها الداخلي وحتى ادعاءاتها عن نفسها وسماتها الأساسية كجانب معبر عن الواقع.
تتم دراسة الإيديولوجيا لتقييم مدى عكسها للواقع، وهذا يتطلب دراسة البدائل التاريخية المتاحة والنظر للإيديولوجيا في نتائجها الإنسانية على الجماعة والتطور الاجتماعي.
إن دراسة الإيديولوجيا تتطلب الجمع بين مدخلين محاولة الوصول لأنماط عامة بالمفهوم العلمي ومدخل دراسة المنحنى الخاص للظاهرة في تعيينها، أو بعبارة أخرى: دراسة الشكل الخاص للعلاقة بين البناء الفوقي والبناء التحتي وهي علاقة جدلية تبادلية التأثير، فكلا البنائين الفوقي والتحتي يكتسب هويته المتعينة من خلال الآخر آخذا في عين الاعتبار أن البناء التحتي ليس وجودا ماديا فحسب بل وجودا ماديا وحضاريا وفكريا.
الخصائص الأساسية للإيديولوجيا:
حسب ويلارد مولنز فإن الخصائص الأساسية الواجب وجودها في الإيديولوجيا لكي تدعى بالتالي إيديولوجيا هي:
• يجب أن تكون لها سلطة على الإدراك.
• يجب أن تكون قادرة على توجيه عمليات التقييم لدى المرء.
• يجب أن توفر التوجية تجاه العمل.
• يجب أن تكون متماسكة منطقيا.
• الإيديولوجيا العلمية
• الإيديولوجيا الفكرية
• الإيديولوجيا الطبيعية[7]
[3] عبد الله العروي (1980)، مفهوم الأيديولوجيا - الأدلوجة (الطبعة الأولى)، المغرب و بيروت: المركز الثقافي العربي ودار الفارابي، صفحة 9. بتصرّف
[4] عبد الله العروي (1980)، مفهوم الأيديولوجيا- الأدلوجة (الطبعة الأولى)، المغرب وبيروت: المركز الثقافي العربي ودار الفارابي، صفحة 9- 10.
[5] عبد الرحمن خليفة وفضل الله إسماعيل (2001)، في الأيديولوجيا والحضارة والعولمة (الطبعة الأولى)، مصر: مكتبة بستان المعرفة، صفحة 32. بتصرّف.
[6] هذا هو ما يعنيه مفهوم «الأيديولوجيا»"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019
[7] ستيفن روز. علم الأحياء والإيديولوجيا والطبيعة البشرية

ليست هناك تعليقات