أخر المواضيع

إعراب الآيات من 1 - 5 من (سورة البقرة)

المؤلف: محيي الدين الدرويش 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعراب القرآن الكريم كاملا من أول سورة الفاتحة حتى سورة الناس إعرابًا مفصلًا في تسعة أجزاء للكاتب محي الدين الدرويش هناك ضوابط سنراعيها في إعراب القرآن الكريم وهي (ضوابط المعنى - ضوابط الرسم والقراءات -ضوابط الصناعة الإعرابية ) أضف إلى أن هناك خطوات التي يجب اتباعها في إعراب القرآن الكريم: (تحديد نوع الكلمة - بيان حكم الكلمة من حيث الإعراب والبناء - بيان نوع الإعراب أو البناء وسببهما - بيان علامة الإعراب وسببها.- بيان محل الجملة من الإعراب)

إعراب القرآن الكريم كاملا من أول سورة الفاتحة حتى سورة الناس إعرابًا مفصلًا في تسعة أجزاء للكاتب محي الدين الدرويش هناك ضوابط سنراعيها في إعراب القرآن الكريم وهي (ضوابط المعنى - ضوابط الرسم والقراءات -ضوابط الصناعة الإعرابية ) أضف إلى أن هناك خطوات التي يجب اتباعها في إعراب القرآن الكريم: (تحديد نوع الكلمة - بيان حكم الكلمة من حيث الإعراب والبناء - بيان نوع الإعراب أو البناء وسببهما - بيان علامة الإعراب وسببها.- بيان محل الجملة من الإعراب)

 


﴿ الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)


الإعراب:

الكلمة

الإعراب

﴿ الم

كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هذه ألم

﴿ ذلِكَ

اسم اشارة في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب

﴿ الْكِتابُ

خبر ذلك وهو اولى من جعله بدلا من اسم الاشارة لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق لهذا الاسم تدعيما للتّحدّي، والجملة ابتدائية لا محل لها من الاعراب على أنه يجوز جعله بدلا من اسم الاشارة فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة

﴿ لا

لا نافية للجنس

﴿ رَيْبَ

اسمها المبني على الفتح في محل نصب اسم لا والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة خبر لذلك أو حال من الكتاب

﴿ فِيهِ

﴿ هُدىً

خبر ثالث لذلك

﴿ لِلْمُتَّقِينَ

جار ومجرور متعلقان بهدى لأنه مصدر ولك أن تجعله صفة لهدى

﴿ الَّذِينَ

اسم موصول في محل جر صفة للمتقين

﴿ يُؤْمِنُونَ

فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول

﴿ بِالْغَيْبِ

جار ومجرور متعلقان بيؤمنون

﴿ وَيُقِيمُونَ

الجملة عطف على جملة يؤمنون داخلة في حيّز الصّلة

﴿ الصَّلاةَ

مفعول به

﴿ وَمِمَّا

الواو حرف عطف ومما جار ومجرور متعلقان بينفقون

﴿رَزَقْناهُمْ

فعل ماض وفاعل ومفعول به وجملة رزقناهم لا محل لها من الاعراب لأنها صلة ما والعائد محذوف أي رزقناهم إياه

﴿ يُنْفِقُونَ

فعل مضارع مرفوع معطوف على يقيمون داخل في حيز الصلة أيضا

﴿ وَالَّذِينَ

الواو حرف عطف واسم الموصول معطوف على الموصول الأول مندرج معه في سلك المتقين

﴿ يُؤْمِنُونَ

فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول

﴿ بِما

الجار والمجرور متعلقان بيؤمنون

﴿ أُنْزِلَ

فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه تقديره هو يعود على ما اي القرآن والجملة لا محل لها من الاعراب لانها صلة الموصول

﴿ إِلَيْكَ

الجار والمجرور متعلقان بأنزل

﴿ وَما

الواو حرف عطف وما عطف على بما أنزل إليك

﴿ أُنْزِلَ

وجملة ﴿ أُنْزِلَ ﴾لا محل لها لانها صلة الموصول

﴿مِنْ قَبْلِكَ

الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال وهو اولى من تعليقها بأنزل

﴿وَبِالْآخِرَةِ

الواو حرف عطف والجار والمجرور متعلقان بيوقنون

﴿ هُمْ

ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ

﴿ يُوقِنُونَ

فعل مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية وهي (ومما رزقناهم ينفقون) وسيأتي سر المخالفة بين الجملتين في باب البلاغة

﴿ أُولئِكَ

اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب

﴿ عَلى هُدىً

جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لأولئك

﴿مِنْ رَبِّهِمْ

جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لهدى والجملة استئنافية لا محل لها

﴿ وَأُولئِكَ

أولئك مبتدأ، وهم ضمير فصل أو عماد لا محل له

﴿ هُمُ

خبر أولئك ولك أن تعرب هم مبتدأ

﴿الْمُفْلِحُونَ

والمفلحون خبره والجملة الاسمية خبر أولئك

 

البلاغة:

في هذه الآيات فنون عديدة نوردها فيما يلي:

1- التعريف: في تعريف الكتاب بالألف واللّام تفخيما لأمره وهو في الأصل مصدر قال تعالى: (كتاب الله عليكم).

 

2- التقديم: فقد قدم الريب على الجار والمجرور لأنه اولى بالذكر استعدادا لصورته حتى تتجسّد أمام السّامع.

 

3- وضع المصدر هدى موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.

 

4- المجاز المرسل: في قوله (هدى للمتقين) وعلاقته اعتبار ما يئول اليه أي الصّائرين الى التقوى.

 

5- الإيجاز: في ذكر المتقين لأن الوقاية اسم جامع لكل ما تجب الوقاية منه.

 

6- الاستعارة التّصريحية التّبعيّة في قوله: (على هدى) تشبيها لحال المتقين بحال من اعتلى صهوة جواده فحذف المشبه واستعيرت كلمة على الدالة على الاستعلاء لبيان أنّ شيئا تفوق واستعلى على ما بعدها حقيقة نحو: زيد على السطح أو حكما نحو: عليه دين فالدين للزومه وتحمله كأنه ركب عليه وتحمله، والدقة فيه أن الاستعارة بالحرف، ويقال في إجرائها: شبه مطلق ارتباط بين هدى ومهدي بمطلق ارتباط بين مستعل ومستعلى عليه بجامع التمكن في كل منها فسرى التشبيه من الكليات الى الجزئيات ثم استعيرت على وهي من جزئيات المشبه به لجزئي من جزئيات المشبه على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ومثل الآية الكريمة قوله:

لسنا وإن أحسابنا كرمت *** يوما على الآباء نتكل

 

فتأمل هذا البحث فانه من الدقة والحسن بمكان، وسيرد في القرآن الكريم نماذج منه كالسحر الحلال.

 

7- التكرار في قوله: (يؤمنون بالغيب) و (يؤمنون بما انزل إليك) وفي تكرار اسم الموصول وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة ويكثر في الشعر.

 

8- الحذف في قوله (الم) أي هذه الم و (هدى) أي هو هدى فحذف المبتدأ وفي قوله (ينفقون) أي المال فحذف المفعول به وقد استهوى الإنفاق في سبيل المحامد والمآثر نفوس شعراء العرب وما أجمل قول دعبل: قالت سلامة:

اين المال؟ قلت لها: *** المال ويحك لاقى الحمد فاصطحبا

 

9- حسن التقسيم وهو فن من فنون البلاغة فحواه استيعاب المتكلم جميع اقسام المعنى الذي هو آخذ فيه بحيث لا يغادر منه شيئا فقد استوعبت هذه الآيات جميع الأوصاف المحمودة، والعبادات التي يعكف عليها المؤمنون لأن العبادات كلها تنحصر في نوعين:بدنية ومالية، ولا بد من استيفائهما لتكون العبادات كلها مقبولة وما أجمل الحديث الشريف القائل: (يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس) وقوله: مالي مالي مفعول به لفعل محذوف أي أحبّ مالي والثاني تأكيد للأول.

 

المصدر: إعراب القرآن الكريم وبيانه - ج ١

ليست هناك تعليقات