شرح المنظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث
لـ عمر - أو طه - بن محمد بن فتوح البَيْقُونِي الدِّمَشْقِيّ
تَرْجمةُ النَّاظم البَيقُوني رَحمهُ الله تعَالى
إن التعريف بالمنظومة البيقونية، لابد وأن يسبقه التعريف بصاحبها.
وذلك لأن العلم يؤخذ عن أهله فإلى ترجمة موجزة ترجمة الإمام البيقوني رحمه الله تعالى.
أما البيقوني فنص شراح منظومته وغيرهم أنهم لم يجدوا له ترجمة.
واختلفوا في اسمه أيضا، ولكن الأقوى مانقله الأجهوري في حاشيته على شرح الزرقاني (ص6) قائلا:
" وجد بهامش نسخة عليها خط الناظم ما نصه: واسمه الشيخ عمر بن الشيخ محمد بن فتوح الدمشقي الشافعي. ا.هـ".
♦ اسم النَّاظم: كما في مخطوطات المنْظُومَة البَيْقُونِيَّة عمر - أو طه - بن محمد بن فتوح البَيْقُونِي الدِّمَشْقِيّ.
وأَنَّه توفي سنة (1080 هجرية / نحو 1669 ميلادية).
أو كان حياً قبل ذلك العام من غير أن يُعرف تاريخ وفاته على وجه التحديد.
♦ وأما النسبة "البَيْقُونِي"، فقد قال الشيخ بدر الدين الحسني (ت: 1354 هـ) في آخر صفحة من شرحه المسمى بـ (الدرر البهية) ما نصه: " ... [البيقوني].
توقَّف في هذه النسبة غالب من كتب هنا، ورأيت لبعضهم أنها إلى بيقون قرية في إقليم أذربيجان بقرب الأكراد".
♦ وأما "الدِّمَشْقِيّ"، فقد يكون أصله من أذربيجان لكنَّه هو أو آباؤه وأجداده ممن سكن دمشق فَنُسِبَ إليها.
♦ وجاء في «الأعْلَام» للزركلي (ج5/ص 64): البيقوني عمر (أو طه) بن محمد بن فتوح البيقوني، عالم بمصطلح الحديث دمشقي، شافعي، اشتهر بمنظومته المعروفة باسمه " البيقونية " في المصطلح.
وفي «معجم المؤلفين» (ج 5 / ص 44): البيقوني (كان حيا قبل 1080ﻫ) = (1669 م):
طه بن محمد بن فتوح البيقوني، محدث، أصولي، له البيقونية في مصطلح الحديث.
وفي «الرسالة المستطرفة» (ص 215): و (لعمر بن محمد بن فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي) منظومة تعرف (بالبيقونية) في علم المصطلح أيضا، وضع الناس عليها أيضا شروحا عديدة.
♦ وهذه بعض النقول المهمة عن جمع من شراح «البيقونية» لعلها تفيد في تجلية الأمر وتوضيحه:
1- قال الحموي (ت:1098هـ) في شرحه [مخطوط]: (ولم أقف للناظم رحمه الله تعالى على ترجمة
يعلم منها اسمه وحاله ولا أدري ما هذه النسبة هل هي لبلدة أو قرية أو أب أو جد) انظر حاشية الأجهوري ص "85".
2- وقال الزرقاني (ت:1122هـ) في آخر شرحه: ( ولم أقف له على اسم ولا ترجمة ولا ما هو منسوب إليه).
3- وقال الدمياطي (ت:1140هـ) في شرحه [مخطوط]: (ولم أقف له رحمه الله على ترجمة)
انظر حاشية الأجهوري ص(85).
4- وقال الشيخ عطية الأجهوري (ت:1190هـ) في حاشيته على شرح الزرقاني على البيقونية ص(6) ما نصه: (وجد بهامش نسخة عليها خط الناظم ما نصه: "واسمه الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن فتوح الدمشقي الشافعي".
5- وقال الشيخ بدر الدين الحسني (ت:1354هـ) في آخر صفحة من شرحه المسمى بـ«الدرر البهية» [مخطوط] ما نصه: [البيقوني] توقَّف في هذه النسبة غالب من كتب هنا ورأيت لبعضهم أنها إلى بيقون قرية في إقليم أذربيجان بقرب الأكراد.
♦ قلت : تبين من هذه النقول:
أولاً: أنه لا يعرف للناظم ترجمة مطولة عن حياته وشيوخه وتلاميذه ونحو ذلك كما أفاد ذلك جمع من الشراح ممن هو قريب العهد بالناظم.
ثانياً: أن اسمه بالكامل هو: (عمر بن محمد بن فتوح الدمشقي الشافعي) كما وجده الأجهوري على هامش نسخة عليها خط الناظم -وحسبك بها-.
ثالثاً: أن اسمه (عمر) لا (طه) –كما ذكره ونص عليه عمر كحاله.
رابعاً: أنه شافعي المذهب.
.
خامساً: أنه دمشقي البلدة، وقد يكون أصله من أذربيجان .....
♦ كما ذكر ذلك الشيخ بدرالدين الحسني- لكنه (هو أو آباؤه وأجداده) ممن سكن دمشق فنسب إليها .
وقد أجيز في العقيدة على على الشيخ عبد الباقي البعلي وهو سلفي في العقيدة، وكان البيقوني رحمه الله يشتد في بعض المسائل فقد كان لا يجيز إلا من قال أن الله في السماء.
وقال مرة في المسجد: "من أنكر أن الله في السماء فلا يقرب مسجدنا."
فصارت على إثرها مشاحنات بينه وبين بعض علماء البلاد من الأشاعرة والماتريدية، حتى منعوه من التدريس، ولعل هذا كان من أسباب قلة ذكره في الكتب، وقلة طلابه، فلم يٌنقل من علمه إلا منظومته المسماة بالبيقونية.
كما في اللطائف في معرفة علماء المشرق (الجزء 6 صفحة 514) وهي من المنظومات المختصرة ؛ إذ لا تتجاوز أربعة وثلاثين بيتا كما ذكر المؤلف ذلك في آخرها بقوله: "فَوْقَ الثَّلاثيَن بأرْبَعٍ أتَت ... ْأقْسامُهَا ثمَّ بخيٍر خُتِمتْ". وقد طبعت عدة مرات إلا أن الناظم قد انتقد في بعض المواضع منها وتعد من المختصرات النافعة المشهورة ، وعليها شروح متعددة .
من أحسنها شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .
وقام الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد حفظه الله تعالى بطبع هذه المنظومة مع التعليق عليها سنة (1403هـ) وأعاد طباعتها مع زيادة تصحيح وتنقيح سنة (1414هـ).
وسمى تعليقاته:" التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية " نشرتها المكتبة الإسلامية بالأردن في (80) صفحة.
كما قام الشيخ محمود بن أحمد بن عمر النشوي بتهذيب وشرح البيقونية في منظومة سماها طراز البيقونية في (41) بيتاً ضمنها المنظومة البيقونية مع تديل وزيادة طبعها محمد علي صبيح في مصر دون تاريخ في (14) صفحة كما طبعت بتحقيق وتعليق الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي نشر دار ابن عفان للنشر والتوزيع في الخبر سنة (1418هـ) في آخر القلائد العنبرية على المنظومة البيقونية من ص (129) إلى ص (158.
♦ ويليها ملحق شرح الأنواع التي نقصها صاحب الطراز من المنظومة البيقونية للمحقق الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد حفظه الله تعالى .
ليست هناك تعليقات