البداية والنهاية لابن كثير: دور التشيع في دخول التتار اراضي المسلمين
ملخص فصل من موسوعة "البداية والنهاية" لابن كثير (الجزء الثالث عشر، باب: «ثم دخلت سنة 656هـ»)، حيث يبدأ وصف دخول التتار (المغول) إلى العراق، وبما يتعلق به من دمار وتغيّرات جذرية:
📘 الفصل: ثم دخلت سنة 656 هـ (1258م) – بداية الغزو المغولي لبغداد
وصف الهجوم:
عند دخول سنة 656هـ، توزّع جنود التتار بقيادة هولاكو خان حول بغداد، مصحوبين بقوات من الموصل. بدأ الحصار بعد وصول المجانيق (المنجنيقات) والأسلحة الثقيلة، ووضعت التتار نصب أعينهم المدينة من كل جهة دون هوادة
الرؤية الإلهية والتوكل:
يشير ابن كثير إلى قاعدة "لن يُغني الحذر عن قدر"، مقتبسًا من القرآن، لتأكيد أن كل محاولة دفاعية باءت بالفشل أمام القضاء والقدر
حادثة القذيفة على الخليفة:
أثناء قصف القلعة، سقط سهم داخل دار الخليفة المستعصم، على خادمته “عرفة” التي كانت تسلي الأمير. وقع السهم فأرداها قتيلة أمام الخليفة، فخاف الأخير بشدة. يقول ابن كثير أن السهم كان مرفقًا بكلمة كتبت عليه:
"إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم"
الاستجابة السريعة للمصير:
تشير هذه الحادثة إلى أن القضاء الإلهي كان نافذًا بلا راد له، وأن الأمور كانت قد قُضي بها قبل أن يبدأ الحصار، وهو ما يعكس التوكل على الله مع الآثار المدمِّرة للغزو.
🔍 الملخّص والدرس
ابن كثير يُقدِّم في هذا الفصل سردًا موثّقًا لحظة دخول التتار لبغداد، مع التركيز على:
● دقة التفاصيل التاريخية – ذكر تواصل الحصار وطبيعة الأسلحة.
● التذكير بقدر الله – وتأكيد أن العقل البشري عاجز أمام القضاء الإلهي.
● الرمزية في الحوادث – حادث سهم القذيفة الذي رمزيته واضحة.
● الهزيمة السريعة – رغم الاستعدادات، إلا أن الحصار كان لا يُردّ.
هذا الفصل يهيّئ القارئ لبداية انهيار دولة العباسيين بقبضة التتار، وما يعقبها من تداعيات على الخراب الاجتماعي والسياسي.
أحداث سنة 656 هـ، و الأثر الطائفي (مثل التشيّع) في الخليج بعد الاحتلال....
🕰️ استمرار الحصار وسقوط بغداد
استمر الحصار الشديد أربعة أيام، استخدم خلالها هولاكو المجانيق والمدافع، وكانت الليالي بالغة البرودة
"أحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أُصيبت جارية... كانت تُسمى: عرفة"
وذكر كيف أثّر سقوط قذيفة على الجارية أمام الخليفة، مرفقًا بعبارة:
"إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم"
🔪 الهجوم والقتل الجماعي
سجّل ابن كثير أن:
"ظلّ سيفهم يَقتل أهل بغداد أربعين صباحًا"
وأورد بعض المصادر أن القتلى بلغوا مليونًا وثمانمائة ألف
نزل التتار وقتلوا العلماء والناس، حتى انتهت الدولة العباسية بزوال الخليفة المستعصم نفسه
📝 الدروس والعبر بحسب ابن كثير
● عجز الحذر بدون توكّل وتوحّد:
رغم نصب المجانيق، إلا أن "لن يَغني حذر من قدر"
● الغرور والانشغال بالدنيا يقودان للخراب:
ابن كثير علّق على موقف الخليفة بانشغاله بالرّقص والفرج رغم الهجوم، معبّرًا عن أن الترف في لحظة الكارثة "مغيب العقل" .
● دور الوحدة والعقيدة:
نبه المؤلف إلى أهمية الوحدة العقائدية والاستعداد لمواجهة المخاطر، وأن غياب ذلك يؤدي للتحصين والكبرياء الزائف .
🏛️ خاتمة الدمار
انتهى الفصل ببغداد محطمّة بالكامل، ودولة بني العباس ماتت رسمياً بسقوط الخليفة. سرد ابن كثير لهذه الأحداث لم يترك أثراً تاريخيًا فقط، بل ركّز على قوة القدر، عواقب التفرق، وضياع البصيرة أمام الفتن.
سنة 657 هـ – تحوّل البوصلة إلى الشام ومصر
🔹 موقف الشام والتتار
● بعد سقوط بغداد، اتجه التتار بقيادة هولاكو نحو الشام، لكن حلب صمدت طويلًا وتم فتحها بقوة، ثم دمشق سقطت بسرعة رغم الأمان الذي عُرض على أهلها لتسليمها.🔹 الدور المصري وتصاعد بيبرس
سنة 657 هـ – بعد الخراب
1. وفاة الخليفة المستعصم الظاهر
نُقل أن الخليفة عبّر عن مأساة نفسه قبل مقتله، ثم قُتل على يد المغول في 4 صفر 657هـ، بعد أن قضى في الخلافة 15 سنة و8 أشهر، ودفن برحمة الله2. انتهاء الخلافة العباسية رسمياً
استهلت سنة 657 هـ بلا خليفة لعامة المسلمين، فقد انقطع الخلافة العباسية الرسمية،وأصبح المسلمون بلا رحمة سلطان شرعي يدافع عنهم .3. مجزرة الأنصار والعلماء وسقوط النظام
تابع ابن كثير ذكره بأن التتار قضوا على العلماء والزهاد على السواء:
"قتلته التتار مظلوما… أُلقي على مزبلة… حتى أكلت الكلاب من لحمه"

ليست هناك تعليقات