الحلم الفارسي يصطدم بالحلم الصهيوني: صراع المشاريع في قلب الشرق الأوسط
الحلم الفارسي يصطدم بالحلم الصهيوني
صراع المشاريع في قلب الشرق الأوسط
في قلب منطقةٍ تتقاطع فيها المصالح وتتناقض فيها الأيديولوجيات، يقف الشرق الأوسط شاهدًا على تصادمٍ ممتد بين مشروعين كبيرين: الحلم الفارسي الذي تمثّله إيران، والحلم الصهيوني الذي تتزعمه إسرائيل. ليس هذا الصدام وليد اللحظة، بل هو نتاج عقود من التنافس الإقليمي، والصراعات العسكرية، والرهانات الجيوسياسية التي تحوّلت إلى واقع يومي ملموس على الأرض .
ما هو الحلم الفارسي؟
يشير "الحلم الفارسي" إلى طموح إيران في استعادة دورها كقوة مركزية في المنطقة، ليس فقط من خلال القوة العسكرية، بل عبر أدوات أيديولوجية وثقافية وطائفية. تسعى طهران لتصدير "الثورة الإسلامية" إلى الدول المجاورة، وتعزيز نفوذها عبر دعم حلفاء محليين مثل:
♦ حزب الله في لبنان
♦ الفصائل المسلحة في العراق
♦ الحوثيين في اليمن
♦ حماس والجهاد الإسلامي في غزة
تتبنّى إيران خطابًا معاديًا لإسرائيل، وتدعم كل ما تعتبره "محور المقاومة"، كجزء من مشروع استراتيجي طويل الأمد يُعرف في أدبياتها بـ"محور المقاومة والممانعة ".
ماذا يمثل الحلم الصهيوني؟
الحلم الصهيوني تأسس على قيام "دولة إسرائيل" في فلسطين التاريخية عام 1948، لكنه لم يتوقف عند حدود الدولة، بل تطور ليشمل تأمين الوجود، فرض التفوق العسكري، وبناء شبكة علاقات إقليمية ودولية تضمن لإسرائيل الاستقرار والسيادة.
اليوم، تحرص إسرائيل على:
♦ منع إيران من تطوير برنامج نووي عسكري.
♦ ضرب البنى التحتية للنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان.
♦ إحباط محاولات تسليح فصائل المقاومة، خاصة في غزة.
♦ بناء تحالفات أمنية واقتصادية مع دول عربية وخليجية، كما تجلى في اتفاقات إبراهيم.
ساحات الصراع
سوريا
أصبحت سوريا ساحة مفتوحة لإيران وإسرائيل على حدٍ سواء. تدعم إيران النظام السوري سياسيًا وعسكريًا، وتبني قواعد ومراكز نفوذ على الأرض، بينما تنفّذ إسرائيل غارات جوية متكررة تستهدف هذه المواقع، في محاولة لمنع تحول سوريا إلى "جبهة إيرانية شمالية".
لبنان
يمثّل "حزب الله" الذراع الأقوى لإيران في المنطقة. بينما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا، وقد خاضت ضده حربًا عام 2006، وتتحسب لأي مواجهة مستقبلية قد تكون أكثر شراسة.
غزة
رغم أن حركة "حماس" تنتمي فكريًا للإخوان المسلمين، فإن دعم إيران لها – خاصة للجناح العسكري – جعل من غزة نقطة توتر متكررة بين إيران وإسرائيل، خصوصًا مع تصاعد قدرات الفصائل على إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة.
الخليج واليمن
تمدد النفوذ الإيراني في اليمن عبر الحوثيين يشكّل تهديدًا غير مباشر لإسرائيل، التي باتت تعتبر أن أي اختراق إيراني في البحر الأحمر أو الخليج يمسّ أمنها القومي
.
بين الأيديولوجيا والاستراتيجيا
|
الإيراني |
الإسرائيلي |
|
ثوري - ديني - توسعي |
قومي - أمني - تطبيعي |
|
يعتمد على وكلاء مسلحين غير رسميين |
يعتمد على تكنولوجيا متقدمة وتحالفات |
|
يسعى لتطويق إسرائيل |
يسعى لتطويق النفوذ الإيراني |
|
يخاطب الشارع العربي والإسلامي |
يخاطب الغرب ويدعمه |
أولًا: تاريخ الصراع الإيراني – الإسرائيلي
⏳ قبل الثورة الإيرانية (ما قبل 1979):
كانت العلاقات بين إيران الشاه وإسرائيل قوية جدًا، وامتدت إلى:
♦ التعاون الاستخباراتي بين "الموساد" و"السافاك" (جهاز الأمن الإيراني).
♦ صفقات نفط وسلاح سرية.
♦ مشاريع مشتركة خاصة في الزراعة والتكنولوجيا.
بمعنى: إيران الشاه كانت حليفًا ضمنيًا لإسرائيل، ولا علاقة بين الطرفين بالصراع العربي-الإسرائيلي في تلك المرحلة.
بعد الثورة الإسلامية (1979):
♦ قلبت إيران الطاولة بإعلان العداء العلني لإسرائيل ووصْفها بـ"الكيان الغاصب".
♦ أغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران وافتتحت مكانها "سفارة فلسطين".
♦ تأسّس ما يُسمى بـ"محور المقاومة"، وبدأت دعم الفصائل الشيعية والإسلامية المعادية لإسرائيل، مثل:
♦ حزب الله في لبنان.
♦ الجهاد الإسلامي وحماس لاحقًا في غزة.
ثانيًا: أشهر المحطات والمشاكل الكبرى
|
الحدث |
الوصف |
|
1982 |
إسرائيل تغزو لبنان، وتبدأ شرارة الصراع غير المباشر مع إيران عبر حزب الله. |
|
1992–2006 |
حزب الله يهاجم إسرائيل مرارًا بدعم إيراني، culminates في حرب 2006. |
|
2009–2021 |
دعم إيراني واضح لحماس والجهاد الإسلامي في حروب غزة. |
|
منذ 2011 |
تدخل إيران في سوريا يزعج إسرائيل، فتبدأ ضربات جوية شبه أسبوعية ضد قواعد إيران وحزب الله هناك. |
|
2020–2022 |
إسرائيل تنفّذ اغتيالات لعلماء إيرانيين (مثل فخري زاده) وتخريب منشآت نووية. |
|
2023–2024 |
تصاعد التوتر في الجبهات المتعددة: سوريا، العراق، اليمن، غزة، لبنان، بدعم إيراني مباشر. |
|
2024–2025 |
حرب غزة الكبرى (عملية طوفان الأقصى وردّ إيران غير المباشر عبر الحوثيين وحزب الله). |

ليست هناك تعليقات