قصة: "الحلم الأخير"
عنوان القصة: "الحلم الأخير "
المحتويات
الحلم:
في ليلة شتوية باردة، جلس ياسر في شقته الصغيرة التي تقع في أحد أحياء القاهرة القديمة. كان يشعر بثقلٍ غريب في رأسه، وعيناه لا تستطيعان مقاومة النعاس. تمدد على الأريكة وغرق في نومٍ عميق لم يكن يعلم أنه سيغيّر حياته إلى الأبد.
في حلمه، وجد نفسه واقفًا في غرفة مظلمة، أمامه رجل يُدعى سامي نصر، يعرفه معرفة سطحية من أيام الجامعة. فجأة، شعر بغضبٍ لا يُوصف، ثم رأى يديه تمتدان إلى عنق سامي... يخنقه... حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. لم يكن هناك صراخ، فقط صمت ثقيل ودموع تتساقط على الأرض.
استيقظ ياسر فزعًا والعرق يتصبب من جبينه، وقلبه يخفق كأنّه ارتكب جريمة. تمتم:
"يا رب... مجرد كابوس."
لكنه ما إن فتح هاتفه حتى انقلب كل شيء. رسالة إخبارية عاجلة على شاشة القفل:
"العثور على جثة شاب يُدعى سامي نصر في شقته، يشتبه في وفاته عن طريق الخنق. الشرطة تحقق في الواقعة."
تجمد الدم في عروقه. كان المشهد في الحلم مطابقًا بشكل مرعب. هل هذا ممكن؟ هل كان مجرد حلم... أم شيء آخر؟
التحقيق:
في اليوم التالي، طرق رجال المباحث باب شقته. تم استدعاؤه للاستجواب، فقد كشفت الكاميرات أن سامي قد تلقى اتصالًا من ياسر قبل ساعات من وفاته.
"اتصلت به؟" سأله المحقق.
"كنت أحاول فقط سؤاله عن رقم أحد الزملاء... لم أتخيل أن يحدث شيء كهذا."
لكن شكوك الشرطة بدأت تتزايد، خاصة بعد أن اعترف ياسر بالحلم الغريب.
"أنت تحلم بأنك تقتل شخصًا، ثم يُقتل بنفس الطريقة، وفي نفس الليلة؟ لا يبدو هذا عاديًا يا أستاذ ياسر."
بدأ التحقيق يأخذ منحى أكثر تعقيدًا. ياسر خضع لاختبار كشف الكذب. أظهر أنه صادق في كل ما قاله.
المحققون بدؤوا يفتشون في حياة سامي... واكتشفوا مفاجأة: سامي كان متورطًا في قضايا ابتزاز لأشخاص عرفهم أيام الجامعة، وكان أحد ضحاياه مؤخرًا قد هدده برسائل واضحة.
التحقيقات قادت إلى رجل يُدعى ماهر البدري، صديق قديم لياسر وسامي، كان سامي قد سرق منه مشروع تخرجه وابتزه لاحقًا. وُجدت بصماته في مسرح الجريمة.
الاعتراف:
عند القبض عليه، انهار ماهر واعترف:
"كنت أنوي مواجهته فقط... لكنه سخر مني كعادته، وفقدت السيطرة."
عندما
سأله المحقق: "وكيف تفسر أن ياسر حلم بالجريمة؟"
قال ماهر: "أنا لا أعلم... لكن
ياسر كان أقرب الناس لي، يمكن لأنه يعرف كم أكره سامي، أو يمكن... لأنه مرتبط بيا
بشكل أعمق من مجرد صداقة."
انتهت
القضية بإدانة ماهر، بينما ظل ياسر يتساءل لسنوات بعدها:
"هل كان حلمي رؤيةً؟
أم أن فينا شيئًا نعرفه دون أن ندرك؟"
ليست هناك تعليقات