الإخبار بما كان وما يكون إلى قيام الساعة
طلب
مني بعض الإخوان أن أجمع الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الفتن والملاحم وأشراط الساعة وغير ذلك من الأمور التي أخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أنها ستكون بعده إلى قيام الساعة، فأجبتهم إلى سؤالهم؛
رجاء عموم النفع بذلك.
المؤلف: حمود بن عبد الله التويجري
قد تقدم في الفصل الأول حديث عمر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قد رفع لي الدنيا؛ فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة، كأنما أنظر إلى كفي هذه»
رواه الطبراني
اقرأ أيضا: أحاديث الآحاد في فتن وملاحم أخر الزمان
♦ وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: «لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه» .
متفق عليه، وهذا لفظ البخاري
اقرأ أيضا: الإخبار بما كان وما يكون إلى قيام الساعة
♦ ولفظ مسلم: قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة؛ إلا حدث به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته، فأراه، فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه» .
وقد رواه أبو داود في "سننه" بنحو رواية مسلم
♦ ورواه الإمام أحمد في "مسنده"، ولفظه: قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فما ترك شيئا يكون بين يدي الساعة؛ إلا ذكره في مقامه ذلك؛ حفظه من حفظه ونسيه من نسيه» .
قال حذيفة: "فإني لأرى أشياء قد كنت نسيتها فأعرفها كما يعرف الرجل وجه الرجل قد كان غائبا عنه؛ يراه فيعرفه".
«وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه: أنه قال: "أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته؛ إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم
♦ وقد رواه أبو داود الطيالسي، ولفظه: «قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة؛ إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟» .
وعن أبي زيد - وهو عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه - قال:
«صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا».
رواه: الإمام أحمد، ومسلم
♦ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار، ثم قام خطيبا، فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة؛ إلا أخبر به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه» .... الحديث، وفي آخره: «قال: وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها؛ إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه».
رواه: الإمام أحمد، وأبو داود الطيالسي، والترمذي، والحاكم
♦ وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". قال: "وفى الباب عن المغيرة بن شعبة وأبي زيد بن أخطب وحذيفة وأبي مريم، ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة".
♦ وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أنه قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما أخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه» .
رواه: الإمام أحمد، والطبراني، قال الهيثمي: "ورجال أحمد رجال الصحيح؛ غير عمر بن إبراهيم بن محمد، وقد وثقه ابن حبان ".
وعن عمر رضي الله عنه؛ قال: «قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه»
رواه البخاري تعليقا مجزوما به، ووصله الطبراني وأبو نعيم
♦ «وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما؛ قال: "والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته» .
رواه أبو داود
♦ وعنه رضي الله عنه: أنه قال: «ما من صاحب فتنة يبلغون ثلاثمائة إنسان؛ إلا ولو شئت أن أسميه باسمه واسم أبيه ومسكنه إلى يوم القيامة، كل ذلك مما علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قالوا: بأعيانها؟! قال: "أو أشباهها؛ يعرفها الفقهاء (أو قال: العلماء) ، إنكم كنتم تسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر، وتسألونه عما كان وأسأله عما يكون» .
رواه نعيم بن حماد في "الفتن"
♦ وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "ما أنا إلى طريق من طرقكم بأهدى مني بكل فتنة هي كائنة وسائقها وقائدها إلى يوم القيامة".
رواه نعيم بن حماد في "الفتن"
♦ وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "والله؛ ما أنا بالطريق إلى قرية من القرى ولا إلى مصر من الأمصار بأعلم مني بما يكون من بعد عثمان بن عفان ".
رواه نعيم بن حماد في "الفتن"
♦ وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "لو حدثتكم بكل ما أعلم؛ ما رقدتم في الليل".
رواه نعيم بن حماد في "الفتن"
♦ وعنه رضي الله عنه: أنه قال: "لو حدثتكم ما أعلم لافترقتم على ثلاثفرق: فرقة تقاتلني، وفرقة لا تنصرني، وفرقة تكذبني".
رواه ابن أبي شيبة
♦ وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه؛ قال: «لما كان في غزوة تبوك؛ تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادى في الناس: الصلاة جامعة! قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم؟ . فناداه رجل: نعجب منهم يا رسول الله! قال: أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم؛ فاستقيموا وسددوا؛ فإن الله عز وجل لا يعبأ بعذابكم شيئًا، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء» .
رواه الإمام أحمد، قال ابن كثير: "إسناده حسن، ولم يخرجوه"
♦ وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: «جاء ذئب إلى راعي غنم، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه. قال: فصعد الذئب على تل، فأقعى واستذفر، فقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله عز وجل انتزعته؟ فقال الرجل: تالله؛ إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم! قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم، وكان الرجل يهوديا، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأخبره، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده» .
رواه الإمام أحمد، ورواته ثقات
♦ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: «بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له؛ عدا عليه الذئب، فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي، فاستنقذها منه وهجهجه، فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه، فقال: أخذت رزقا رزقنيه الله؟ قال: واعجبا من ذئب مقع مستذفر بذنبه يخاطبني! فقال: والله؛ إنك لتترك أعجب من ذلك. قال: وما أعجب من ذلك؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخلتين بين الحرتين يحدث الناس عن نبأ ما قد سبق وما يكون بعد ذلك. قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثم مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ضرب عليه بابه، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أين الأعرابي صاحب الغنم؟ .
فقام الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حدث الناس بما سمعت وبما رأيت. فحدث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وما سمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: صدق؛ آيات تكون قبل الساعة، والذي نفسي بيده؛ لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده» .
رواه الإمام أحمد، ورواته ثقات
♦ وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: «كان راع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاء الذئب، فأخذ شاة، ووثب الراعي حتى انتزعها من فيه، فقال له الذئب: أما تتقي الله أن تمنعني طعمة أطعمنيها الله تنزعها مني؟ فقال له الراعي: العجب من ذئب يتكلم! فقال الذئب: أفلا أدلك على ما هو أعجب من كلامي؟ ذلك الرجل في النخل يخبر الناس بحديث الأولين والآخرين أعجب من كلامي. فانطلق الراعي حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره وأسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدث به الناس» .
رواه البيهقي من طريق أبي أحمد بن عدي، ثم قال: "قال الحافظ ابن عدي: قال لنا أبو بكر بن أبي داود: ولد هذا الراعي يقال لهم: بنو مكلم الذئب، ولهم أموال ونعم، وهم من خزاعة، واسم مكلم الذئب: أهبان ". قال: " ومحمد بن أشعث الخزاعي من ولده".
قال البيهقي: "فدل على اشتهار ذلك، وهذا مما يقوي الحديث". انتهى.
♦ وعن أبي ذر رضي الله عنه؛ قال: «لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء؛ إلا ذكر لنا منه علما» .
رواه: الإمام أحمد، والطبراني. قال الهيثمي: "ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وهو ثقة".
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: «لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه؛ إلا ذكر لنا منه علما» .
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"
المصدر: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

ليست هناك تعليقات