أخر المواضيع

في أسماء المسجد الأقصى وفضائله وفضل زيارته (2)

سلسلة من المقالات تتناول الحديث عن المسجد الأقصى واسماء المسجد الاقصى وفضائله واهمية المسجد الاقصى للمسلمين خصوصا ولاصحاب الديانات السماوية عموما المسجد له تاريخ عريق لا يقل اهمية عن مكة والمدينة وستناول في هذه السلسلة كيف بني المسجد الاقصى ولماذا بني وعلاقة المسجد الاقصى بنهاية الدنيا وقيام الساعة وماذا سيحدث لهذا المسجد في اخر الزمان.

 سلسلة من المقالات تتناول الحديث عن المسجد الأقصى واسماء المسجد الاقصى وفضائله واهمية المسجد الاقصى للمسلمين خصوصا ولاصحاب الديانات السماوية عموما المسجد له تاريخ عريق لا يقل اهمية عن مكة والمدينة وستناول في هذه السلسلة كيف بني المسجد الاقصى ولماذا بني وعلاقة المسجد الاقصى بنهاية الدنيا وقيام الساعة وماذا سيحدث لهذا المسجد في اخر الزمان.

  

المقال السابق: في أسماء المسجد الأقصى وفضائله وفضل زيارته (1)

المؤلف: شمس الدين الأسيوطي
المحقق: د/ أحمد رمضان أحمد

وقال عبد اللَّه بن عمر: بيت المقدس بنته الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه ملك أو نبي، فلعل جبهتك أن توافي جبهة ملك أو نبي، وقال مقاتل بن سليمان: ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى عليه نبي مرسل، أو قام عليه ملك مقرب.


وذكر أن في كل ليلة ينزل سبعون ألف ملك إلى مسجد بيت المقدس، يهللون اللَّه ويكبرونه ويسبحونه ويحمدونه ويقدسونه ويمجدونه ويعظمونه ولا يعودون إلى أن تقوم الساعة ويروى عن معاذ أنه أتى بيت المقدس فأقام به ثلاثة أيام ولياليها يصوم ويصلي، فلما خرج منه وكان على الشرف ثم أقبل على أصحابه فقال: أما ما مضى من ذنوبكم فقد غفر اللَّه تعالى لكم، فانظروا ما أنتم صانعون ما بقي من أعماركم.

اقرأ أيضا: أصل حكاية حسبة برمة

"أقول ولبيت المقدس فضائل جمة نبه على غالبها بطريق العموم والإفراد والاشتراك الحافظ أبو محمد القاسم وذكرها في نسخة معتمدة مقروءة عليه وحكاها عنه في باعث النفوس في الفصل الثاني عشر فقال الحافظ بهاء الدين عن مقاتل وساق ما ذكره من جامع الفضائل وترجم عليها صاحب كتاب "الأنس الجليل" فقال جميع أبواب فضائل القدس، ثم ذكر آيات تتعلق بالمسجد الأقصى وبيت المقدس، والأرض المقدسة وبعض أخبار ولم يزد على ذلك، ولم يعرج على ما ذكره ابن عمه الحافظ صاحب المستقصى "الشريف" وأسانيد ما ذكره الحافظ في جامع فضائل بيت المقدس متشعبة؛ منها ما هو بسنده إلى الهذيل عن مقاتل بن سليمان ومنها ما هو بسنده إلى محمد بن عبد اللَّه الإسكندراني قال: قال مقاتل بن سليمان: وبعضهم يزيد على بعض في التقديم والتأخير وقد جمع السيد صاحب الروض المغرس "بين" الروايتين لاتفاقها لفظا ومعنى وتواردهما وجامع الفضائل على محل واحد قال: قال محمد بن عبد اللَّه الإسكندراني وحده وقال مقاتل: صخرة بيت المقدس وسط الدنيا، "وإذا" قال العبد لصاحبه: انطلق بنا إلى بيت المقدس. 

اقرأ أيضا: شجرة الانبياء كاملة الجزء الأول

يقول اللَّه تعالى: يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت لهما قبل أن يخرجا. هذا إذا كانا لا يصران على الذنوب.

 

 "يقال" قال: إن اللَّه -تعالى- تكفل لمن سكن بيت المقدس بالرزق وإن فاته المال، ومن مات مقيما محتسبا في بيت المقدس، فكأنما مات في السماء، ومن مات حول بيت المقدس فكأنما مات في بيت المقدس، وأول أرض بارك اللَّه فيها بيت المقدس ويجعل الرب -جل جلاله- مقامه يوم القيامة في أرض بيت المقدس وجعل صفوته من الأرض كلها. أرض بيت المقدس، والأرض المقدسة التى ذكرها اللَّه -تعالى- في القرآن "العظيم" فقال: ﴿ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71] هي أرض بيت المقدس وقال تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام انطلق إلى بيت المقدس فإن فيه ناري ونوري وتنوري يعني وفار التنور وكلم اللَّه تعالى موسى "في الأرض المقدسة"، وتجلى اللَّه -جل جلاله- للجبل في أرض بيت المقدس ورأى موسى عليه السلام نور رب العزة -جل جلاله- في أرض بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس هي أوسط الأرض كلها وإذا قال الرجل لصاحبه انطلق بنا إلى بيت المقدس ففعلا، يقول اللَّه تعالى: طوبى للقائل والمقول له وقد تقدم بمعناه.


وقال مقاتل: وتاب اللَّه على داود وسليمان -عليهما السلام- في أرض بيت المقدس ورد اللَّه على سليمان ملكه في بيت المقدس، وبشر اللَّه زكريا بيحيى في بيت المقدس، وتسورت الملائكة على داود المحراب ببيت المقدس، وسخر اللَّه لداود الجبال والطير ببيت المقدس، وكانت الأنبياء -صلوات اللَّه وسلامه عليهم- يقربون القرابين ببيت المقدس، وتهبط الملائكة -عليهم السلام- كل ليلة ببيت المقدس، وأوتيت مريم -عليها السلام- فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء ببيت المقدس، وأنبت "اللَّه تعالى" النخلة لها ببيت المقدس، وولد عيسى -عليه السلام- ببيت المقدس، ورفعه اللَّه تعالى إلى السماء من بيت المقدس، وأنزلت عليه "المائدة" في أرض بيت المقدس، ويغلب يأجوج ومأجوج على الأرض كلها غير بيت المقدس، ويهلكهم اللَّه "تعالى" في أرض بيت المقدس وينظر اللَّه تعالى في كل يوم بخير إلى بيت المقدس، وأعطى اللَّه "تعالى البراق للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فحمله إلى بيت المقدس، وأوصى إبراهيم وإسحاق -عليهما السلام- لما ماتا أن يدفنا في أرض بيت المقدس، وأوصى آدم -عليه السلام- لما مات بأرض الهند أن يدفن في بيت المقدس، وماتت مريم -عليها السلام- ببيت المقدس، وهاجر إبراهيم -عليه السلام- من كوثا إلى بيت المقدس وتكون الهجرة في آخر الزمان إلى بيت المقدس، ورفع التابوت والسكينة من أرض بيت المقدس، وصلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- زمانًا إلى بيت المقدس ورأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مالكا خازن النار ليلة أسري به ببيت المقدس، وركب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- البراق إلى بيت المقدس وهبط به من السماء إلى بيت المقدس، وأسري به -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيت المقدس، والمحشر والمنشر إلى بيت المقدس، ويأتي اللَّه في ظلل من الغمام والملائكة إلى بيت المقدس وينصب الصراط على جهنم إلى الجنة "بأرض" بيت المقدس، وتوضع الموازين يوم القيامة ببيت المقدس، وصفوف الملائكة يوم القيامة ببيت المقدس وينفخ إسرافيل "يوم القيامة" في الصور ببيت المقدس، ينادي: أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والعروق المتقطعة، اخرجوا إلى حسابكم "وتنفخ" "فيه" أرواحكم وتجازون "على أعمالكم". ويتفرق الناس من بيت المقدس إلى الجنة والنار، فذلك قوله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴾ [الروم: 14] "الناس" ويومئذ يعرضون فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير" كل ذلك ببيت المقدس.


وكفل زكريا مريم -عليهما السلام- ببيت المقدس، وفهم اللَّه سليمان منطق الطير ببيت المقدس وسأل سليمان ربه مُلْكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك ببيت المقدس، والحوت الذي على ظهره الأرضين رأسه في مطلع الشمس وذنبه في المغرب ووسطه تحت بيت المقدس، ومن سره أن يمشي في روضة من رياض الجنة فليمش في صخرة ببيت المقدس وشدد اللَّه لداود ملكه ببيت المقدس، وألان له الحديد ببيت المقدس، وتقبل اللَّه من امرأة عمران نذرها ببيت المقدس ووهب اللَّه لدواد "ذنبه" ببيت المقدس وأيد اللَّه "تعالى" عيسى -عليه السلام- بروح القدس ببيت المقدس، وآتى اللَّه الحكم ليحيى صبيا في بيت المقدس وكان عيسى -عليه السلام- يحيي الموتى ويصنع العجائب في بيت المقدس، ومن صلى في بيت المقدس فكأنما صلى "في السماء" الدنيا، وتخرب الأرض كلها ويعمر بيت المقدس.


ويحشر اللَّه الأنبياء كلهم إلى بيت المقدس، "ويحشر اللَّه محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيت المقدس"، وأول ما انحسر ماء الطوفان عن صخرة بيت المقدس، ويسر اللَّه الأنبياء كلهم لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصلى بهم في بيت المقدس، وينفخ في الصور النفخة الثانية من بيت المقدس وينادي المنادي على صخرة المقدس، وتصف الملائكة حول بيت المقدس وتسجد النار في بيت المقدس وباب السماء مفتوح في بيت المقدس وهزت النخلة لمريم -عليها السلام- رطبا جنيا ببيت المقدس، وتطير أرواح المؤمنين إلى أجسامهم في بيت المقدس.


وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن خيار أمتي تهاجر هجرة بعد هجرة إلى بيت المقدس، ومن صلى ببيت المقدس بعد أن يتوضأ ويسبغ الوضوء ركعتين أو أربعا غفر له ما كان قبل ذلك". وفي رواية: "من صلى ببيت المقدس خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان له بكل شعرة من جسده مائة نور عند اللَّه يوم القيامة، وكانت له حجة مبرورة متقبلة، وأعطاه اللَّه قلبا شاكرًا، ولسانا ذاكرا، وعصمه من المعاصي، وحشره مع الأنبياء، صلوات اللَّه عليهم أجمعين، ومن "عبر" ببيت المقدس سنة على "أذاها" وشدتها جاء اللَّه برزقه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحته ومن فوقه يأكل رغدا ويدخل الجنة إن شاء اللَّه تعالى". وأول بقعة بنيت من الأرض كلها موضع صخرة بيت المقدس.


قال وينظر اللَّه تعالى بالرحمة كل يوم إلى بيت المقدس، وتظهر عين موسى في آخر الزمان في بيت المقدس وبشر اللَّه مريم بعيسى -عليه السلام- في بيت المقدس.


وفضل اللَّه مريم على نساء العالمين في بيت المقدس، ويمنع اللَّه عدوه الدجال من الدخول إلى بيت المقدس، ويغلب على الأرض كلها إلا بيت المقدس ومكة والمدينة وتاب اللَّه على آدم ببيت المقدس وفيها صفوة اللَّه من عباده ومنها بسطت الأرض ومنها تطوى.


قال: ويطلع اللَّه كل صباح إلى سكان بيت المقدس فيدر عليهم من رحمته وحنانه، ثم يدره على "سائر" البلدان. قال: والطل الذي ينزل على بيت المقدس شفاء من كل داء؛ لأنه من حنان الجنة، وما يسكن أحد في بيت المقدس حتى يشفع له سبعون ألف ملك إلى اللَّه تعالى قال: ويقول اللَّه تعالى: "المقبور في بيت "المقدس" يجاورني في "داري" ألا وإن الجنة داري لا يجاورني فيها إلا السخاء والحلم" قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي عبيدة بن الجراح -رضي اللَّه عنه-: "النجاء النجاء إلى بيت المقدس إذا ظهرت الفتن" قال: يا رسول فإن لم أدرك بيت المقدس؟ قال: "فابذل مالك واحرز دينك" وكذلك قال علي -رضي اللَّه عنه- لصعصعة: نعم المسكن عند ظهور الفتن بيت المقدس، القائم فيها "كالمجاهد" في سبيل اللَّه تعالى، وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم: ليتنى في لبنة في في بيت المقدس".


وأحب الشام إلى اللَّه تعالى بيت المقدس، وأحب جبالها إليه الصخرة وهي آخر الأرضين خرابا بأربعين عاما، قال: وهي روضة من رياض الجنة. قال: ويقول اللَّه تعالى لصخرة بيت المقدس: "وعزتي وجلالي لأضعن عليك عرشي ولأحشرن إليك خلقي ولأجرين أنهارك نهرا من لبن ونهرا من عسل ونهرا من خمر أنا يومئذ ربهم وداود ملكهم".


قال: وأخبرنا المشرف وأنبأنا أبو الفرج أنبانا أحمد بن خلف الهمداني حدثني أبو عبد اللَّه بن محمد الخزري وكان يعد من الأبدال. قال: رأيت ليلة عاشوراء سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة فيما يرى النائم، كأن في صحن مسجد بيت المقدس وأنا مقابل قبة الصخرة، فإذا هى قبة عظيمة، من نور بيضاء عالية وعلى رأسها درة ثم دخلت إلى القبة حتى يلي المسجد وباب من حديد مما يلي الوادي ثم قيل لي: إن لكل نبي من الأنبياء -صلوات اللَّه عليهم- سهما من هذا المسجد، وكذلك لكل مؤمن ثم دخلت المسجد نحو الصف الأول فقيل لي: انظر فإذا قوم قد ابتلعتهم الأرض ورؤوسهم خارجة. فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: من يبغض السلف ثم كلمني أربع، فقلت في سري: ملائكة فقيل لي: هم جبريل "وميكائيل" وإسرافيل ولم أعرف الرابع وهم يقولون لي "أقرئ" أبا محمد السلام يعنون إمام المسجد الجامع المقدس وقل: له اجعل الخطب التي تخطبها للَّه "تعالى" وكذلك سائر عمله، فإذا تم له ذلك وضعنا له سريرا من نور في الجنة، حتى يرتفع عليه ويرتفع على الناس وكذلك أبو بكر بن علاوة وأبو أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني وليدوموا على ما هم عليه وفي هذا الوقت سبعة من المؤمنين أوتاد الأرض ببيت المقدس "وفيه" سهام المؤمنين باللَّه فقلت فسهام أهل البدع؟ فقيل لى: في وادي جهنم. فأشرقت على الوادي قلت أشتهي أنظر فإذا فيها نار ترمي "بشرر" مثل النخلة إذا قطعت بالمنشار كبارا أعاذنا اللَّه منها بمّنه وكرمه واللَّه أعلم.

 المصدر: إتحاف الأخِصّا بفَضَائل المسجد الأقصى

ليست هناك تعليقات