استمناء المغترب مع زوجته
مغترب يسأل عن حكم الاستمناء بمشاهدة الزوجة عن طريق الإنترنت.
السؤال |
س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندي استشارتان، ولكن سأكتب كل واحدة منفصلة عن الأخرى؛ كي تعمَّ الفائدة من جوابكم، وأعتذر إن كان ثمة إطالة في الاستفسار، ولكن والله إن الموضوع يؤرقني، وأشكركم على سعة صدركم، وأسأل الله أن يجزيَكم كل الخير على اهتمامكم الدائم بمساعدة وتوضيح كل الاستفسارات.
أنا شاب متزوج ومغترب، وليس اغترابًا لمدة شهر أو شهرين، وظروف عملي لا تسمح بأن تكون أسرتي موجودة معي، وأيضًا لا أقدر أن أعود لبلدي لعدم وجود وظيفة مناسبة في بلدي تلبي احتياجات البيت والأطفال والمسؤوليات، سؤالي: في هذه الحالة، هل الاستمناء من خلال التواصل مع الزوجة على الإنترنت بمكالمات لفيديو مثلًا أو غيرها - حرامٌ أو حلال؟ فالآية الكريمة تقول: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5، 6]، وهذا لا يخالف ما طرحته الآيات؛ لأن الأمر مع الزوجة، وليس بمشاهدة ما حرم الله، ولافتراض أنه يتم في سرية تامة، ولا أحدَ يمكن أن يرى أو يخترق محادثاتي مع زوجتي، وإذا كان الرد بأنه يوجد أضرار للعادة السرية، فما الفرق إذًا بين الاستمناء والاحلام أو نزول المنيِّ بدون لمس العضو؛ إذ إن النتيجة الطبية أو الفسيولوجية واحدة؛ وهي نزول المني، وهذه فطرة طبيعية تحدث لكل البشر؟ وجزاكم الله خيرًا.. |
الجواب |
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الواجب عليك أخي الكريم ألَّا تُطيل البُعدَ عن أهلك فترة تضْطَرُّك إلى الوقوع في الحرام، وكذلك قد تضطرها أيضًا إلى الوقوع في ذلك، حتى وإن كان رجوعك إلى بلدك سيُقلِّل من دخلك المادي، فهذا أهونُ من وقوعك أنت وزوجتك في الحرام؛ فإن من أهم مهمات الزواج تنظيم الشهوة عند الرجل والمرأة، فإذا تزوج الرجل، ثم عاش أغلب حياته بعيدًا عن أهله لأجل جَمْعِ مزيدٍ من المال، فإنه بذلك يكون قد ضيَّع مقصود الزواج.
وأما قياس الاستمناء بمشاهدة الزوجة عن بُعدٍ على مباشرة الزوجة، فهذا قياس غير صحيح؛ لأن الاستمناء بمشاهدة الزوجة إنما يكون باليد أو غيرها، وهذا هو الحرام بعينه، ولا فرقَ بين ذلك وبين الاستمناء بتخيل الزوجة، فكلاهما حرام.
ثم عليك أخي الكريم إذا ابتعدت عن أهلك بعض الوقت أن تُكثِرَ من الصوم؛ حتى تُقلِّل الشهوة؛ فهذا هو الطريق الذي علَّمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم عند فَقْد الزوجة، ولو كان الاستمناء جائزًا عند فَقْد الزوجة، لأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما أخبرنا بالصوم. هذا، والله أعلم. |
ليست هناك تعليقات