حقيقة لا خيال المصريون أكلو لحوم البشر وتحولوا لزومبي!!!!
برنامج ظل
التاريخ يقدمه الشيخ مصطفى كامل يحكي تاريخ التشيع منذ نشأته حتى الأن وكيف بدأ
التخطيط للفكر الشيعي في ضرب عقائد السنة وتاريخ الدولة الفاطمية التي قتلت في
عهدها الكثير من أهل السنة: وفي هذه الحلقة يتحدث عن الشدة المستنصرية ويتحدث عن
أسوء فترة عاشها التاريخ المصري في العهد العبيدي الفاطمي فلم يسمع الكثير عن
هذه الشده حيث تحول المصرييين إلى زومبي أكلي لحوم البشر وبالتحديد سنة 1065. |
عانت مصر من ظاهرة «آكلي لحوم البشر»
في العصر الفاطمي بسبب مجاعة
تعرضت لها البلاد في عهد المستنصر، وسميت المجاعة وقتها بـ«الشدة
المستنصرية» وهي مصطلح يطلق على مجاعة حدثت بمصر نتيجة غياب مياه النيل بمصر
لسبع سنين متواصلة عرفت بالعجاف نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في
مستهل النصف الثاني من القرن الخامس الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية في مصر
1036-1094م.
وذكر مؤرخون أن «الشدة
المستنصرية من أشد المجاعات التي حدثت بمصر منذ أيام يوسف عليه السلام، فقد أكل
الناس بعضهم بعضاً، وأكلوا الدواب والكلاب، وقيل إن رغيف الخبز بيع بخمسين ديناراً
وبيع الكلب بخمسة دنانير. كما روى أن الأحباش كانوا يتربصون بالنساء في الطرقات ويخطفوهن
ويقتلوهن ويأكلوا لحومهن».
روى المؤرخون حوادث قاسية،
قائلين: «فلقد تصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤوس الخبازين
وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة
أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع مقابر آبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد
علماء زمانه وخرجت النساء جياعا صوب بغداد».
ومما روى المؤرخون عن مدى القحط
والمجاعة التي استبدت بالناس أن الخليفة المستنصر نفسه باع كل ما يملك في القصر،
حتى بيع من المتاع ثمانون ألف ثوب، وعشرون ألف درع، وعشرون ألف سيف محلي، حتى
الجواهر المرصعة بالأحجار الكريمة بيعت بأبخس الأثمان، ولم يبق له إلا حصيرة يجلس
عليها وبغلة يركبها وغلام واحد يخدمه.
وذكر المؤرخ ابن إلياس أن «الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل
الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع
سكان مصر لأقل معدل في تاريخها».
وأشار تقي الدين المقريزي، في
كتابه «إغاثة
الأمة بكشف الغمة»،
إلى أن الناس أكلوا القطط والكلاب، مضيفًا: «أكل الناس القطط والكلاب بل تزايد
الحال فأكل الناس بعضهم بعضا، وكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها وعليهم سلب وحبال
فيها كلاليب فإذا مر بهم أحد ألقوها عليه ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلوا».
وذكر ابن
الأثير أنه اشتد الغلاء، حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، وباعت عروضا تساوي ألف
دينار بثلاث مائة دينار، فاشترت بها شوالًا من القمح، فانتهبه الناس، فنهبت هي
منه، فحصل لها ما خبز رغيفًا.
وذكر سبط
ابن الجوزي في مرآة الزمان أن امرأة خرجت ومعها قدر ربع جوهر من اللؤلؤ، فقالت من يأخذ
مني هذا الجوهر ويعطيني عوضه قمحًا؟! فلم تجد من يأخذه منها. فقالت: إذا لم تنفعني
وقت الضائقة فلا حاجة لي بك، وألقته على الأرض وانصرفت. فالعجب ان ظل اللؤلؤ
مرميًا على الأرض ثلاثة أيام ولميوجد من يلتقطه!!
وقُبض على
رجل كان يقتل النساء والصبيان ويبيع لحومهم ويدفن رءوسهم وأطرافهم، فقُتل.
واشتد الغلاء والوباء حتى أن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة واحدة، وكان يموت كل
يوم على الأقل ألف نفس، ثم أرتفع العدد إلى عشرة آلاف وفي يوم مات ثماني عشرة
ألفًا.
لم يكن أمام الخليفة المستنصر
بالله للخروج من هذه الأزمة العاتية سوى الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض
النظام، وإعادة
الهدوء والاستقرار إلى الدولة التي مزقتها الفتن وثورات الجند، وإنهاء حالة الفوضى
التي عمت البلاد، فاتصل ببدر الجمالي واليه على عكا سنة 466هـ، وطلب منه القدوم
لإصلاح حال البلاد، فأجابه إلى ذلك، واشترط عليه أن لا يأتي إلا ومعه رجاله، ومن
يختاره من عسكر الشام (أرمن)،
ليستعيض بهم عن الجند الأتراك والمغاربة والسودانيين الموجودين بمصر.
وما إن حل
بدر الجمالي بمدينة القاهرة حتى تخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة
وفرض الأمن والسكينة في ربوعها، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر فأعاد إليها
الهدوء والاستقرار، وضرب على يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة في جميع
أرجاء البلاد.
ليست هناك تعليقات