العنوان: صفات المؤمنين المفلحين في الدنيا والآخرة (1)
الشيخ: لاحق محمد أحمد لاحق
الخطبة الاولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير.
اكذوبة التفريق بين السنة والوهابية
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما ترك خيرا الا دلنا عليه و لا ترك شرا الا حذرنا منه .
و نعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم وشركه و همزه ونفخه و نفثه و وسوسته و نعوذ بالله من شرور جنوده اجمعين.
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]،
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]،
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
.
أيها الناس:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: بسم الرحمن الرحيم، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].
عباد الله:
لقد ذكر الله سبحانه و تعالى في هذه الآيات ست صفات عظيمة اذا اتصف بها المؤمنون افلحوا في الدنيا والآخرة، و قبل ان نعدد الصفات هناك تأملات عامة هامه جدا و منها:
1- ان السورة بكاملها سميت بالمؤمنين
2- ان الصفات الست بدأت بحرف قد و قد حرف توكيد
3- ان جميع الصفات جاءت بصيغة الجمع و هذا يدل على اهمية العلاقات الاجتماعية في الاسلام و الحث عليها.
4- ان الصفات الست التي نرث بها الجنة بدأت بالخشوع في الصلاة و اختتمت بالمحافظة على الصلاة. و ما ذالك الا لأهمية الصلاة و مكانتها عند الله و مكانة المصلين.
5- ان الصفات الست جاءت بصيغة الاستمرار خاشعون فاعلون و هذا يدل على اهمية الديمومة و الاستمرار في الإتصاف بهذه الصفات
6- عظم الجزاء يدل على عظم هذه الصفات فقد جعل الله سبحانه و تعالى جزاء المتصفين بها ان يرثون الفردوس والفردوس هي اعلا الجنة و ايضا قال خالدون فجعل جزاء الاستمرار على هذه الصفات هو الخلود في الفردوس.
عباد الله:
سوف نلقي الضوء على هذه الصفات الست في ثلاث خطب متتالية باذن الله جعلنا الله واياكم من المفلحين.
أيها الكرام:
الصفة الأولى والسادسة هي:
الصفة الأولى هي الخشوع في الصلاة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون:2].
وقال الله تعالى في الصفة السادسة:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾.
عباد الله:
الصلاة تلك العبادة العظيمة التي هي صلة بين العبد وربه و هي الركن الثاني من أركان الإسلام و الصلاة شرط اساس لقبول الاعمال يوم القيامة و الصلاة هي صفة المؤمن و هي الركن الذي يصليها المؤمن صحيحا او مريضا قائما او قاعدا مقيما او مسافرا و الصلاة هي المقياس الذي يقاس به المؤمن والكافر و المنافق و الصلاة هي التي تقوي العلاقات الاجتماعية و هي المعيار الذي نعرف به الصالح من الطالح و الصلاة لا تكون مقبولة خاشعة تورثنا جنة الفردوس الا اذا جعلنا لها اهمية في حياتنا و اقمناها كما اقامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم و صحبه الكرام
بارك الله لي ولكم وللمسلمين في القرآن العظيم و نفعنا بهدي سيد المرسلين. و استغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين واعزنا بالاسلام و فضلنا على كثير من العالمين تفضيلا.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعـــد:
ايها الاحبة الكرام:
في الصفة الأولى والسادسة ذكر الله سبحانه و تعالى صفتين هامتين و هي الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها و لكي نحول هاتين الصفتين الى واقع عملي يجب علينا العمل بما يلي:
1- ان نحجز للصلاة وقتا كافيا لاداءها وهو من الاذان الى اداء السنة الراتبة و مقداره ٢٠ دقيقة تقريبا اي ١٠٠ دقيقة في اليوم والليلة من اصل ١٤٤٠ دقيقة قال الله تعالى
ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
2- ان نقرر قرارا لا رجعة فيه ان نؤدي الصلاة في المسجد مع الجماعة.و الاحاديث الدالة على ذلك كثيرة جدا
3- ان نعظم الله و الملائكة و بيوت الله و ذلك بتخصيص افضل الملابس و افضل العطور قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ ٣١ الأعراف و ايضا بخدمة المساجد والعناية بها
4- تنظيم وقت الوجبات و الذهاب الى الخلاء بحيث يذهب المصلي الى الصلاة لا على جوع و لا شبع و لا حاجة الى قضاء الحاجة.
5- النوم ٦ ساعات كاملة بالليل لان ذلك يعين على إقامة الصلاة.
6- قطع التواصل مع الخلق و التواصل مع الله.
7- ترديد الاذان و قول لا حول ولا قوة الا بالله عن عند الحيعله.
8- الوضوء الكامل و السواك
9- الذهاب الى المسجد في خشوع و سكينة و وقار و خلو بال و شوق للقاء الله
10- اداء الصلاة بشروطها وهي:
•الإسلام
• العقل
• التمييز
• رفع الحدث
• إزالة النجاسة
•ستر العورة
• دخول الوقت
• استقبال القبلة
واداء الصلاة باركانها وهي:
1- القيام مع القدرة
2- تكبيرة الإحرام وهي "الله أكبر".
3- قراءة الفاتحة.
4- الركوع وأقله أن ينحني بحيث يمكنه مس ركبتيه بكفيه، وأكمله أن يمد ظهره مستويا ويجعل رأسه حياله.
5- الرفع من الركوع.
6- الاعتدال قائما.
7- السجود على الأعضاء السبعة
8- الرفع من السجود.
9- الجلوس بين السجدتين.
10- الطمأنينة في جميع الاركان اي نعطي كل ركن حقه من الوقت فمثلا نكبر للركوع ثم نستوي راكعين ثم نقول سبحان ربي العظيم ثلاثا و نحن راكعون ثم نرفع ونقول سمع الله لمن حمده فإذا استوينا رافعين قلنا ربنا ولك الحمد و هكذا.
11- التشهد الأخير.
12- الجلوس للتشهد الأخير وللتسليمتين.
13- التسليمتان
14- ترتيب الأركان و اداء واجبات الصلاة و سننها.
15- الدعوة للصلاة الاهل و الجيران و كل من نحب و الصبر عليها
16- تعليم الاولاد الصلاة و اشعارهم باهميتها بالقدوة و القول
17- نشر العلم لكل أحد في كل مكان و بكل وسيلة اتصال ممكنة
18- صحبة الصالحين والمصلحين و محبتهم واكرامهم و تقديرهم واحترامهم
19- الحزم والعزم في تنفيذ ما سبق و لنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة فقد اخبرتنا امنا عائشة رضي عنها عندما سألت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله،فإذا سمع الآذان خرج.
عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أَوْلَى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة))؛
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد و بارك على محمد وال محمد كما باركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد
السلام عليك ايها النبي و رحمة الله و بركاته
عباد الله:
واني داع فأمنوا تقبل الله منا ومنكم
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر و لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم انا نسألك بان لك الحمد لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
يا ربنا الاكرم يا حي قيوم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا الى أنفسنا ولا الى أحد من خلقك طرفة عين و لا اقل من ذلك
يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام اللهم اغفرلنا و ارحمنا و اهدنا وارزقنا واشفنا واكفنا و عافنا واعف عنا
و اصلح لنا ديننا و دنيانا وآخرتنا
و اصرف عنا السوء والفحشاء وكيد الاعداء و ان نقول عليك ما لا نعلم
اللهم احفظ بلادنا و حكامنا و علمائنا و قيمنا و تعليمنا و حدودنا و انصر جنودنا و مكن لنا في الارض
اللهم اجعل لنا في قلوبنا نورا وفي ابصارنا نورا و في اسماعنا نورا و في وجوهنا نورا و في السنتنا نورا و في اقلامنا نورا وفي حياتنا نورا و في قبورنا نورا واجعل لنا يوم الحشر نورا و على السراط نورا و يوم ندخل الجنة نورا.
اللهم اغفر لنا و لوالدينا و للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
اللهم ارحم موتانا و موتي المسلمين اللهم اغفرلهم واحمهم و عافهم واعف عنهم واكرم نزلهم و وسع مدخلهم و جازهم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
اللهم أعنا على شكرك و ذكرك و حسن عبادتك
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
من حي الضباب بمدينة أَبْهَا البَهِيَّه
مسجد حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه
في ٢١ رجب ١٤٤٢
ليست هناك تعليقات